ناصر الدين دشن إعادة تأهيل وحدة غسيل الكلى في مستشفى الحريري بمبادرة من "بيروت بخير"
نحن أم الصبي وملتزمون تجهيزه ودعمه ماليا وتعيين إدارة جديدة
شقير : رسالة محبة والتزام بقدسية صحة الإنسان وحقه بالحصول على العلاج اللازم
أقيم في مستشفى رفيق الحريري الجامعي ، في خطوة نوعية لتعزيز الرعاية الصحية في لبنان، احتفال رسمي لمناسبة تدشين أعمال إعادة تأهيل وحدة غسيل الكلى، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، وبمبادرة كريمة من جمعية "بيروت بخير" برئاسة الوزير السابق محمد شقير.
شهد الاحتفال حضور رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبد الله ونخبة من الشخصيات السياسية والإعلامية والاجتماعية، إلى جانب عدد من الوزراء والنواب، تأكيدا على "أهمية هذا الإنجاز الذي يجسد تضافر الجهود بين الدولة والمجتمع المدني لدعم القطاع الصحي.
سعادة
وفي كلمة ألقاها خلال الاحتفال، رحب المدير العام للمستشفى، الدكتور جهاد سعادة، بالحضور الرسمي والطبي والتمثيلي، مؤكدا "أن المستشفى يشكل محوراً أساسياً في المنظومة الصحية الوطنية، وليس مجرد مركز علاجي، بل كصرح يحمل رسالة الصمود والعطاء في وجه التحديات المتزايدة".
وقال سعادة: "إن إعادة إطلاق وحدة غسيل الكلى اليوم تمثل استثماراً في أمن الإنسان وكرامته، إذ أثبتت هذه الوحدة قدرتها على الصمود حتى خلال الحرب الأخيرة على لبنان، متجاوزة الحصار ونقص المعدات والمخاطر الأمنية".
ووجه الدكتور سعادة الشكر العميق لجمعية "بيروت بخير" ورئيسها الوزير السابق محمد شقير، مثمنا دعمها للمستشفى في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من ضغوط مالية واجتماعية وأمنية.
كما عبر عن تقديره لرعاية وزارة الصحة لهذا المشروع، معتبراً "أن هذه الخطوة تؤكد التزام الوزارة بدعم المؤسسات الصحية الوطنية وتعزيز قدرتها على تلبية حاجات المواطنين في ظل الأزمات المتلاحقة".
وختم سعادة كلمته برسالة واضحة للمجتمعين المحلي والدولي مفادها أن دعم القطاع الصحي اللبناني هو ضرورة إنسانية تتجاوز أي اعتبار سياسي، وأن مستشفى رفيق الحريري الجامعي باقٍ على رسالته، مهما اشتدت الظروف.
شقير
من جهته، أكد الوزير السابق محمد شقير "أن المبادرة التي أطلقتها جمعية "بيروت بخير" تشكل فعلاً إنسانياً بامتياز وتجسيداً لأسمى معاني التضامن الاجتماعي، خصوصاً في ظل الظروف الصحية والمعيشية الراهنة.
وشدد شقير على "أن المشروع لا يقتصر على الترميم التقني، بل "يأتي كرسالة محبة والتزام بقدسية صحة الإنسان وحقه بالحصول على العلاج اللازم". وقال :"أن المبادرة تمثل واجبا وطنيا وأخلاقيا، نظراً لما يعانيه اللبنانيون من تراجع في الخدمات الصحية بسبب الأزمة المالية".
وأعرب الوزير شقير عن شكره وتقديره لمعالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين لرعايته الكريمة لهذا الحدث، ولإدارة مستشفى رفيق الحريري الجامعي وعلى رأسها الدكتور جهاد سعادة، "لما بذلوه من جهود وتعاون لإنجاح المشروع"، مؤكداً "التزام الجمعية المستمر بدعم قطاعات التعليم والصحة في لبنان".
ناصر الدين
ثم تحدث الوزير ركان ناصر الدين فأكد "أن إطلاق أعمال إعادة تأهيل وحدة غسيل الكلى هو باكورة لتكون بيروت بخير"، آملا "أن يكون مستشفى الحريري الذي هو أكبر المستشفيات الحكومية في لبنان بألف خير أيضا". وقال:"إن الوزارة ملتزمة بشكل مطلق بهذا المشروع بالتعاون مع الشركاء المحليين مثل جمعية "بيروت بخير" والشركاء الدوليين"، شاكرا لإدارة "المستشفى تعاونها لتحمّل مسؤولية المرضى والمحافظة على خدمتهم الصحية بشكل فعال ومنتج في داخل المستشفى".
وأسهب الوزير الدكتور ركان ناصر الدين في الحديث عن "الجهود التي يتم بذلها لإعادة وضع مستشفى الحريري على سكة الخدمات الصحية". وقال:" إنه منذ اليوم الأول لتسلمه منصبه الوزاري، أكد الإلتزام بالمستشفيات الحكومية بشكل عام، فكيف إذا كان المستشفى هو مستشفى الحريري الجامعي الواقع إلى جانب الوزارة وهو مستشفى الشهيد الكبير".
أضاف:" أن هذا المستشفى لم يكن لديه أم تبكي عليه، إنما وزارة الصحة العامة تعتبر نفسها حالياً "أم الصبي" وهذا هو واجبها".
وأوضح "أن الإلتزام بالمستشفى يتم على ثلاثة مستويات: الإداري والمادي والمالي".
وشكر إدارة المستشفى بشخص الدكتور جهاد سعادة، معتبرا أنها "قامت بإنجاز بالمحافظة على المستشفى في هذه الظروف الصعبة".
كما توجه ب"التحية للموظفين الذين واجهوا الأزمات باللحم الحي من دون أن يحصلوا على مستحقاتهم إلا بصعوبة كبيرة، وكذلك بالنسبة للأطباء والممرضين والطاقم الإداري".
وتابع الوزير ناصر الدين أنه كبادرة أساسية وبالتنسيق مع الدكتور سعادة، "إتجهت الوزارة لتكوين جهاز إداري جديد على أساس آلية التعيين المتبعة بهدف تعيين رئيس مجلس إدارة ومدير عام. وأوضح أن باب الترشيح قد أقفل، وقد أصبح الأمر في المرحلة الأولية من الفرز قبل المقابلات. وأمل تعيين إدارة جديدة ملتزمة بهذا الإسم الكبير لمستشفى الحريري".
ومن ناحية التجهيز، قال:" إن الوزارة عبر مجلس الإنماء والإعمار وعبر البنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية، ستعمل قبل رأس السنة على توفير التالي للمستشفى: PetScan و CT-Scan و ١٢٨ سرير عناية فائقة وسرير عادي (ICU beds and Regular beds) وماكينة العلاج بالأشعة لمرضى السرطان (Radiation Therapy Machine) من مجلس الإنماء والإعمار عبر البنك الإسلامي وغير ذلك من المعدات الأساسية الواجب توافرها في أي مستشفى جامعي".
ثم تناول الشق المالي، مؤكداً "أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري أسس المستشفى ليكون مستشفى جامعياً لأهل بيروت ولكل الجوار ولكل لبنان، ولا سيما للذين هم من الطبقات الهشة. ولفت إلى وجود احتمالين: إما أن تتحمل الدولة العجز الذي يترتب كل شهر، أو لن يتمكن المستشفى من الإستمرارية. وقال:"إن أي شخص عليه إدارة المستشفى لا يمكنه أن ينطلق بمهامه إن لم يتم دعم المستشفى لسد العجز الموجود. ووزارة الصحة اووزير الصحة العامة سيحملان هذا العبء عندما ترفض كل الجهات ذلك".
وأكد الوزير الدكتور ناصر الدين "أن هذا الأمر يتطلب تعاوناً وصبراً لأن العجز شهري ويترتب على الدولة أن تغطيه". وتمنى "لو كان يستطيع أن يسد هذا العجز في كل المستشفيات الحكومية"، لافتاً إلى "أن الأولوية في هذه المرحلة إيجاد حل للمشكلة الكبيرة الموجودة في أكبر مستشفى حكومي في لبنان".
وأمل إعادة المستشفى على السكة التي تليق به وبموظفيه، مؤكداً أنه" لكي تكون بيروت بخير، يجب أن يكون مستشفاها بخير".
درع تذكاري وجولة
في ختام الحفل، قدمت إدارة المستشفى درعا تذكارية الى الوزير ناصر الدين، عربون امتنان وتقدير لرعايته لهذا الحدث، كما قُدمت لوحة تذكارية للوزير السابق محمد شقير تعبيراً عن الشكر لجهوده ومساعيه في إنجاح المبادرة وتعزيز العمل الإنساني والاجتماعي في لبنان.
ثم قام الحضور بجولة رسمية في وحدة غسيل الكلى بحلتها الجديدة، حيث اطّلع الحضور على التجهيزات الحديثة التي تم إدخالها لتعزيز الجودة وزيادة القدرة الاستيعابية، بما يلبي احتياجات المرضى بشكل أفضل".
ويُعد هذا المشروع نموذجاً يُحتذى في التعاون المثمر بين وزارة الصحة العامة وجمعيات المجتمع المدني، بهدف توفير خدمات صحية نوعية ومستدامة لكل اللبنانيين.