Mikati at the Opening of the Dialysis Center at Minia Governmental Hospital
الحل متاح عبر مفاوضات تنطلق من مضامين اتفاق الهدنة
وزير الصحة: تخصيص 50 ألف دولار لمعالجة مياه قسم غسيل الكلى و100 ألف دولار إضافية لدعم المستشفى
افتتح مركز غسيل الكلى في مستشفى المنية الحكومي في حفل أقيم برعاية الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الصحة ركان نصرالدين، بحضور النواب أحمد الخير، جهاد الصمد، عبد العزيز الصمد، وليد البعريني وسجيع عطية وطه ناجي، إضافة إلى محافظ الشمال بالإنابة إيمان الرافعي، قائمقام قضاء المنية ـ الضنية جان الخولي، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، رئيس اتحاد بلديات المنية توفيق زريقة، ورؤساء بلديات المنية والجوار وفاعاليات اجتماعية وطبية ورجال دين مسلمين ومسيحيين وحشد من الاهالي.
إستهل الحفل بالنشيد الوطني وكلمة لكل من مديرة المستشفى ديما جمال ورئيس مجلس الإدارة علاء زريقة، شكرا فيها "كل من ساهم في تحقيق الإنجاز الأمل من الرئيس ميقاتي والنائب أحمد الخير، وصولا الى وزير الصحة ركان ناصر الدين"، لافتين إلى "العمل على استحداث مركز تمييل قلب بجهود من وزارة الصحة الذي سيبصر النور خلال سنة".
ميقاتي
ثم القى ميقاتي كلمة قال فيها: "يسعدني ان اكون بينكم هنا في هذا الصرح الطبي لنشهد على فصل جديد من عملية تطويره بتعاون وثيق بين وزارة الصحة و"جمعية العزم والسعادة الاجتماعية"، عبر انشاء مركز غسيل الكلى الذي سيؤمن خدمة ضرورية وملحة للعديد من ابناء المنطقة، ويوفر عليهم اعباء التنقل الى مستشفيات بعيدة لاتمام الجلسات. وفي هذه المناسبة أتوجه بالتحية الى معالي وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين، واحيي جهوده ومناقبيته التي يجمع عليها الجميع، واقدر عمله الدؤوب والمستمر في خدمة جميع اللبنانيين".
واضاف: "تعود بي الذاكرة الى ايام الحكومة التي توليت رئاستها عام 2011 حين تم افتتاح هذا المستشفى، وتجاوز كل العراقيل، وتستمر اليوم عملية تطويره وتحديثه ليكون في خدمة جميع ابناء المنطقة. هذه المنطقة الغالية على قلوبنا تستحق الكثير من الاهتمام والرعاية، وهناك تكامل بين العملين السياسي والانمائي، ولا يمكن فصل المسارين عن بعضهما البعض. ولهذا ارى مدى التعاون مع النائب الاخ احمد الخير من اجل مواصلة الاهتمام بهذه المنطقة، ورفدها بالمشاريع الضرورية اسوة بسائر المناطق، لا بل اكثر، لكونها تحتاج الى جهد استثنائي، ومن هذا المنطلق يدنا بيد سعادته".
وتابع: "البعض يتساءل لماذا هذا التخصيص؟ ومع اخترامي لجميع النواب ومحبتهم ومعزتهم معي شخصيا، اقول ان النائب الخير في كل زيارة كان يقوم بها يحمل معه لائحة طويلة من المطالب من اجل المنية ويطالب بها بكل اخلاص ورقي. مطالبه كانت دائما حاضرة من اجل هذه المنطقة وازدهارها والخير لاهلها. نمد يدنا الى سعادته ولكل شخص لتحقيق الانماء لهذه المنطقة ومساعدتها".
وقال: "أهمية اللقاء اليوم هي في متابعة التواصل معكم للوقوف على كل ما يهم هذه المنطقة الغالية، فنحن يد واحدة ونعمل معا في المكان الصحيح وفي الزمان الصحيح خدمة لهذه المنطقة".
واضاف: "في هذه الاوقات العصيبة التي يمرّ بها وطننا الحبيب، لا مفرّ لنا جميعًا من اللجوء إلى الحكمة والتعقّل في أي مقاربة سياسية للخروج من هذه الأزمة المستعصية. لنعترف جميعًا وبكثير من التواضع والواقعية بأننا أمام مشكلة تحتاج إلى حلّ. وهذا الحلّ لا يكون إلا إذا وضعنا جميعًا، ومن دون استثناء، مصالحنا الشخصية وطموحاتنا الآنية جانبًا، وتصرّفنا بوعي ومسؤولية. الخطر داهم، ولا نملك ترف الوقت. ما يجري حولنا من إحداث وتطورات تحتم علينا العودة إلى أصالتنا. فلا الاحقاد، ولا النكايات السياسية، ولا المزايدات تنفعنا، ولا العناد والمكابرة. وحدها مصلحة الوطن هي الاساس، خاصة واننا جميعًا على مركب واحد تحيط به أمواج عاتية. فإما أن نغرق معًا، لا سمح الله، وإما ننجو معًا".
وتابع: "من هنا، ومن موقعي كمواطن أولًا والحريص على ألا ندفع ثمن تهورنا أثمانًا باهظة نحن في غنىً عنها، إدعو جميع المسؤولين، على مختلف مستوياتهم، إلى وقفة ضمير، وإلى المبادرة في استنباط الحلول الممكنة والمتاحة في هذا الظرف الدقيق والمصيري، مع ايماني الراسخ بأن من هم على رأس السلطة اليوم قادرون على إيجاد السبل الكفيلة بإخراج لبنان من هذا المأزق بأقل أضرار ممكنة. نحن اليوم أمام فرصة تاريخية فلا نضيعها بالتلهي بطريقة مباشرة او غير مباشرة، بما لا يفيد، وبما يعيدنا إلى الوراء".
وقال: "الحل بين أيدينا، فلا نفتش عنه خارج الاطار التاريخي والجغرافي. وهو متاح من خلال مفاوضات فورية تنطلق من مضامين "اتفاق الهدنة"، الذي لا يزال ساري المفعول بقوة القانون الدولي، مع اجراء ما يلزم من ترتيبات لتحديثه ومواكبة للتطور، الذي شهدته منطقتنا، لكي يكون الاطار الذي يحفظ سيادتنا ويصون حدودنا، وينزع اي حجة أو ذريعة من عدو يتربص بنا شرا".
وختم: "الحلّ المتاح لنا اليوم قد لا يكون كذلك في الغد القريب. يكفي لبنان ما عاناه من مشاكل وأزمات أمنية واقتصادية واجتماعية. لبنان اليوم أمام فرصة تاريخية فلا نضيعها بالتلهي بما لا يفيد، وبما يعيدنا إلى الوراء".
ناصر الدين
ثم القى ناصر الدين كلمة قال فيها: "تشرفنا اليوم بزيارة مستشفى المنية للمرة الثانية، بحضوركم الكريم، وهذا لا يدل إلا على إصرار من قبل وزارة الصحة على دعم الأطراف ودعم المستشفيات الحكومية. صحيح أن الوزارة ميزانيتها متواضعة، وهذا يؤدي أحيانًا إلى فراغات، لكن هنا يأتي دور أصحاب الأيادي البيضاء، والداعمين. ونعني هنا تحديدًا دولة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي خص هذا المستشفى بافتتاح وتجهيز قسم غسيل الكلى. هذا هو التكامل الذي نطمح إليه، بين الدولة، الحكومة، الوزارة، وبين أهل المنطقة والناس، تكامل يؤدي إلى إنتاجية حقيقية. قد لا تكفي ميزانية الوزارة لبناء مبنى كامل، لكن يبنى المبنى، يُجهّز، ويشعر الناس بالنتيجة".
واضاف: "أتوجه بالشكر أيضًا لكل من ساهم وسعى في هذا المشروع. مشروع قسم غسيل الكلى في مستشفى المنية الذي أخذ وقتًا طويلًا، وسعادة النائب الخير تابع التنسيق بين مجلس الإدارة، الإدارة، والوزارة. كما أشكر الفريق المتابع من الوزارة، كل فرد منهم".
وتابع: "اليوم نفتتح القسم، لكن هذا غير كافٍ. الحاجة كبيرة، والاستمرارية ضرورية. نحن نعمل ضمن خطة استراتيجية لدعم المستشفيات الحكومية في مناطق متعددة. زرنا عكار، واليوم المنية، وإن شاء الله قادمون إلى الضنية. وأُعلن اليوم عن التحضير لافتتاح قسم تمييل القلب في مستشفى المنية، مشروع كان مجمّدًا في الأدراج، وتحرك اليوم بتمويل من البنك الإسلامي، وإصرار من الوزارة، ودعم من مجلس الإنماء والإعمار".
وقال: "كل قسم، كل مركز، كل فائدة، سنسعى لتحقيقها لأهلنا في كل مناطق لبنان. هذه وزارة الصحة في لبنان، وزارة تعنى بكل فقير ومحتاج في هذا الوطن. أعلم حجم الطلب، وأعلم أن الإمكانيات محدودة، لكن لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي. نسعى، نبحث، ونتعاون لنُنتج. أتمنى دوام التوفيق لإدارة المستشفى، وأتمنى دوام التعاون بين الجميع، بهذه الوجوه الكريمة، لنكون في خدمة الناس".
واعلن ناصر الدين عن "تخصيص مبلغ 50 ألف دولار لمعالجة المياه في قسم غسيل الكلى، كما تم تأمين 100 ألف دولار إضافية عبر البنك الدولي لدعم المستشفى. إن شاء الله، ننتقل من نجاح إلى نجاح، ومن خدمة إلى خدمة. ما نقوم به هو واجبنا تجاه لبنان".
واختتم الحفل بتقديم ادارة المستشفى دروعا تذكارية الى كل من ميقاتي وناصر الدين. ثم جال الحضور في ارجاء المركز مطلعين على تجهيزاته.